هل أثر كوفيد على المنظمات الغير حكومية؟
كيف تغيّر عملكم بسبب أزمة كورونا؟
كانت لدى "نيّة" فعاليات خيرية مرتقبة. ولكن نظراً إلى جائحة كورونا، كان علينا أن نمارس التباعد الاجتماعي ما اضطرّنا إلى إلغاء جميع الفعاليات وورش العمل التطوّعية وإعادة النظر في برنامج شهر رمضان. وبدلاً من توضيب صناديق الطعام، انتقلنا إلى جمع التبرعات وإرسال صناديق الطعام على الفور. فقد رصدنا الحاجة والعبء الذي تعيشه مناطقنا وقررنا البدء باكراً. كما أضفنا وجبات إفطار ساخنة. صحيح أنّ هذه لم تكن الخطة الأصلية ولكن تأمين الطعام النظيف لشخص محتاج هو نعمة حقيقية في وقت كهذا.
كذلك جمعنا التبرعات للعديد من المبادرات الأخرى بينها مبادرة لتأمين معدّات الوقاية للأطباء وإعادة بناء ميتم تضرّر بسبب الطقس السيئ وإرسال أدوات تنظيف إلى دور أيتام بالإضافة إلى جمع التبرّعات للحيوانات التي تخلّى عنها أصحابها خوفاً من انتقال عدوى كورونا وتبنّتها مراكز إيواء.
باختصار، أدركنا أننا بحاجة أن نكون حاضرين لأنّ مجتمعنا بحاجة إلينا ولطالما كان هذا كان هدفنا الأساسي وكل شيء آخر يأتي ثانياً.
ما الذي تفعلينه في الوقت الراهن كي يساعدك في تحقيق النموّ الذاتي؟
نحن نعمل بشكل متواصل تقريباً ولم نحصل على استراحة حقيقية. أحاول أن أمارس بعض اليوغا بعد الإفطار وأشاهد الوثائقيات حول الاستدامة. وقد أدركت أنّ هذا يغذّي حسّي الإبداعي ويساعدني في التركيز على المهم بدلاً من الغرق في وسائل الإعلام الإجتماعي أو الأخبار السلبية.
كيف سيصبح الوضع لاحقاً: كيف تعتقدين أنّ القطاع الذي تعملين فيه سيتغيّر بعد كورونا؟ كيف سيكون "الوضع العادي الجديد" برأيك؟
آمل أن يؤمن المزيد من النّاس بقيمة العطاء التي هي إحدى القيم الجوهرية في "نيّة". فالعطاء بالنسبة إلينا هو التكافل وعمل أكثر من مجرّد التبرّع. ولاحظنا أن جائحة كورونا جعلت المزيد من الناس يدركون ذلك. بنينا "نيّة" على الشراكات انطلاقاً من إيماننا بأنّ قّوة الروح الجماعية أهم من الفردية. نشعر أنّ المزيد من المجتمعات ستصبح على تماس مع مسؤولياتها كمواطنين لديهم إحساس الإنتماء إلى جماعة. ونعتقد أيضاً أنّ المزيد من الناس سيبحثون عن الاستثمار المؤثر وسوف يفكرون فيه وليس فقط التبرعات. لذلك مثلاً حين أضع مالي في خدمة أمر ما: ما هو التأثير والعائد من هذا المشروع مقارنة بالتبرّع العادي؟ المزيد من الناس سيدفعون أقلّ وسينخرطون بدلاً من ذلك في قضية معيّنة (وهو ما نشجّعه في "نيّة") وسيفكرون أكثر كيف سيمارسون العطاء بشكل مستدام.
كتابة
هنا السادات
هنا السادات خبيرة إنسانية و فاعلة خير. وهي مؤسسة "نية"، وهي منصة تسهل وتعزز أنشطة التنمية المستدامة وتعزيز المجتمع والتعاون.
Comments