top of page

تحولات وانعطافات في رحلة الإعلام الرقمي

كتابة فرح كابش


عندما تعطينا المخاطرة النتيجة الأفضل


لم أكن أعرف ما هي خطوتي التالية بعد التخرّج. حصلت على شهادة في الاتصالات التسويقية المتكاملة Integrated Marketing Communication وهي شهادة تتيح لي العمل في مجالات عدّة ولكنّي في الواقع لم أكن قد قررت بعد الطريق التي أريد سلوكها. هل كنت أريد العمل في التسويق؟ في الإعلان؟ في العلاقات العامة؟ اللائحة لا تنتهي. قد تبدو الخيارات الكثيرة نعمة ولكن بالنسبة لي كانت نقمة.


بعد ستّة أشهر من التخرّج، بدأت مسيرتي كمديرة مبتدئة لحسابات الزبائن والعلاقات العامة في وكالة إعلام رقمي. مع الوقت، اتّضح لي أنني مهتمة أكثر بالعلاقات العامة. ومع ذلك، بعد 6 أشهر من العمل، وجدت نفسي أسلك الاتجاه المعاكس نحو التسويق الرقمي. وعُرض عليّ ترفيعي إلى مديرة مسؤولة لحسابات العملاء.


شعرت بالضياع والإرتباك ولم أكن واثقة من أنّي أرغب في الموقع الجديد أم لا. والقبول بالموقع كان قراراً غيّر حياتي. فمع الصلاحيات الإضافية جاءت مسؤوليات إضافية. لم أعلم حينها أنّ تلك الخطوة ستطلق العنان لمهارة جديدة سأحبّها وأنجح فيها وهي الإدارة.


في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية، كانت دائماً ما تنتابني مشاعر ملتبسة بين الضياع التام والرضا الكبير. كنت ضائعة لأنّي كنت أسلك اتجاهاً مختلفاً تماماً عن الاتجاه الذي خططت له في تلك الفترة من حياتي. ولكن في الوقت نفسه، كنت راضية وفخورة بنفسي لأنّي برعت في مجال مختلف. ومنذ ذلك الوقت أخذت حياتي انعطافة متوقعة ولكنّي وجدت نفسي بشكل مفاجئ أستمتع وأبرع في شيء لم أفكر فيه من قبل.


بعد بضعة أشهر من العروض الرابحة والتعامل مع العملاء وتنفيذ حملات على الأرض وعبر الإنترنت، وضع هذا المجال المتسارع أمامي فرصة جديدة. فبعد ستة أشهر، وبعد سنة من دخولي الشركة، طُلب منّي أن أكون مديرة الحسابات.


من يمكنه رفض فرصة كهذه؟ فقد انتقلت من مديرة العلاقات بالعملاء يتولّى 5 حسابات إلى مديرة قسم العلاقات مع العملاء يتولّى المسؤولية عن 4 مسؤولي حسابات و20 حساباً وعن إدارة العملاء ووضع استراتيجيات داخلية وأهداف وغير ذلك. وكان هذا بالنسبة لي بمثابة حدث رئيسي وهدف تحقق وحلم تحوّل إلى حقيقة. فأنا لم أتخيّل أنّي سأعمل كمديرة حسابات أتولّى عملاء كبار وأنجح في ذلك وأنا في عمر الـ22. ورغم أنّ الأمر لم يخلُ من التقلّبات بين لحظات جيدة وأخرى سيئة ومن مراجعتي لقراراتي السابقة، إلّا أنّي لاحقاً أدركت أنّ عدم الإستسلام جعلني أصل إلى هدفي أسرع مما اعتقدت. وساعدني ذلك في أن أكتشف جزءاً كبيراً من شخصيتي المهنية والسير إلى الأمام.


إذاً بغضّ النظر عن الوجهة التي ستدفعك الحياة إليها وبغض النظر عن الطريق التي رسمتها لنفسك، قد تواجه فرصاً مختلفة تماماً لم تخطر أبداً في بالك أو خططت لها. فلا تفوّتها! جرّبها فإن لم تعجبك فأنت تعرف أنها فعلاً لا تعجبك وبالتالي لا تخض تجربة كيفما اتفق فهذه مسيرتك المهنية وفصول حياتك المقبلة، لذلك اجعلها تستحق العناء وكن عفوياً قدر الإمكان. فالطريق ستقودك دائماً إلى المكان الذي يجب أن تكون فيه إذا سلكتها.




 

كتابة

فرح كابش


Senior Digital Manager at Mint & Company.

إذا كنت بحاجة إلى عمل متقن ، فأنا الشخص المناسب لك. أفتخر بأنني لا أنسحب أبداً وأبحث

دائمًا عن تحدٍ جديد. أمضي أوقات فراغي في المطبخ، منغمسة في شغفي الجديد !بالطبخ وتحويل

الوصفات إلى سحر.

 

Comentarios


bottom of page